أَننعي الحالَ نستفُّ التُّرابا؟! *** ونلقى الخطب بالصَّبر احتسابا!!
أننأى والدَّواهي سافراتٌ؟! *** وبُحَّ الطُّهرُ في الأقصى خطابا!!
أنلهو والمنايا شاخصاتٌ ؟! *** ولا مرأى سوا الجُلَّى مصابا!!
أنغفو والشَّراذم في نفيرٍ *** بساح القدس والمسرى انتهابا!؟
وننشد للسَّلام لنا دروباً!! *** ونتبع في الحياة سدىً سرابا!!
كفانا خدعةً وكفى جنوحاً *** وواقعنا على النَّطع استتابا!!
ونقع الذُّل بات شراب قومي!! *** وزَقُّوم السَّلام لهم رغانا!!
وبات الحال مذموماً بئيساً!! *** تخلَّينا وجافينا الكتاب!!
فأين الهديُ؟ أين مضى وولَّى؟؟ *** وأين سناه لا يلقى جوابا ؟؟
أغُمَّ الفكر والأبصار عُميٌ؟! *** كأنَّ العقل قد فقد الصوابا!!
وأُمتنا بلا ربَّانَ تمضي!! *** رؤوس القوم في الجُلَّى غيابا!!
ولا أصداءَ في النَّكباتِ حِسَّاً!! *** ولا استنفارَ حين الخطبُ قابا!!
فلا نلقى سوى الغربان سوداً!! *** نعيقُ البومِ قد ملأَ الرِّحابا!!
وأرضُ الطهر للقطعان مرعى!! *** وأقصانا غدا لهم احتطابا!!
تنادوا واستعدوا دون خوفٍ.. *** وشاع القتل والحال اغتصابا!!
وكُبِّلَ بالعهودِ وفودُ قومي!! *** ولست ترى عتاداً أو حِرابا!!
وهرولَ جمعهم والحال يُرثى!! *** مضوا يرجون في الغرب الثَّوابا!!
فمن للجامع المحزون نلقى؟! *** ومن للمسجد الأقصى طِلابا؟!
ومن للقدس تفديها نحورٌ؟؟ *** ونبضُ الرُّوحِ نجعلهُ قِرابا
فعوداً للعقيدةِ شمس عزٍّ *** تُنيرُ الدَّربَ تُنجِدُهُ إِهابا
فنيل الحق بالعزمات بذلاً *** وليس السِّلمُ يا قومي استلابا
ولا استسلامَ فالأقصى عزيزٌ *** ولا تفريطَ مهما القِسطُ غابا
سيمضي للنَّفيرِ كرامُ قومي *** لنلقاهم بها أُسْداً غضابا
ونشهدُ نصرةَ الأقصى خميساً *** فجندُ الحقِّ كالشَّمس التهابا