إلى غزة الصامدة بأبنائها ، بأبطالها هذه القصيدة الرائعة :
يا غَزَّةَ الشامِ قَدْ جُنَّتْ بَوَاكِينا &&&& نَبْكِي الفُراتَيْنِ أَمْ نَبْكِي فلَسْطِينا ؟
إِنَّ الْبَلَاءَ الْذي يَطْغَى بِساحَتِكُمْ &&&& هُوَ الْبَلَاءُ الْذي يَطْغَى بِوادِيْنا
ماذا نَقُولُ وَعِيْنُ الشَّعْرِ أَذْهَلَها&&&& هَوْلُ الدَّمارِ ...وَأَشْلاءُ المحُبِِيْنا ؟
بَحْرُ الدِّماءِ تَطَامَى لا ضِفافَ لَهُ &&&& مِنْ غَزَّةَ اليومَ حتى دَيْرِ ياسِينَا
صَواعِقُ النَّارِ مَا انْفَكَّتْ مُدَوِّيةً &&&& عَصْفُ السَّعِيرِ بِها يَشْوِي أَهالِيْنَا
يالَلْطُفُولَةِ في وادِيكِ يُطْعِمُهَا &&&& غِرْبَانُ صِهْيَوْنَ زَقُوماً وَغِسْلِيْنَا
يا لَلْجِراحِ التي بَحَّتْ حَنَاجِرُها &&&& كَمْ تَسْتَغِيثُ بِنا : أَيْنَ الْمُحَامُونا ؟؟
يا صَيْحَةَ الْمُوْتِ مِنْ أَفْواهِ إِخُوَتِنا&&&& تُدْمي القُّلُوبَ فَيَجْتَاحُ الْمَلايينا
شَوْقٌ إلى الْمُوْتِ يَحْدُوها لِنَصْرَتِهمْ&&&&لَكِنَّ مِنْ دُونِها هذي الْمَلاعِينا
عَبِيدُ (عِزْرَا) بإسْرائِيلَ قَدْ سَجَدُوا &&&& عِنْدَ ( الْكِنيسَتِ ) خُدَّاماً لـِ (رابينا )
صُراخُنَا يَمْلأُ الدُّنْيا وَيُلْهِبُها &&&& وَهُمْ يَغُضُونَ طَرْفاً لا مُبَالِينَا
يا أُخْتَ بَغْدادَ والمأساةُ واحِدَةٌ &&&& (إِنَّ الْمَصائِبَ يَجْمَعْنَ الْمُصَابِينَا )
يا أُخْتَ بَغْدادَ شُدِّي الْجَرْحَ وَاحْتَسِبي&&&& ما جاءَكِ الْغَدْرُ إلا مِنْ نَواحِينَا
مَنْ حاصَرُوكِ سُوى أَبْنَاءِ جَلْدَتِنَا ؟&&&& فَلْتَسْأَلي النَّيلَ.. وَلْتَسْتَفْهِمِي سِيْنَا ؟
فَما اسْتَضَافَ بِشَرْمِ الشَّيْخِ فاسِقُها &&&&نَسْلَ الْخَنازِيرِ أَبْناءَ الْمُرابِينا
إلا وَدُبِّرَ أَمْرٌ في مَطابِخِها &&&& على مَوائِدِها صُفَّتْ أَضَاحِينَا
زَهْرُ الْبَراءَةِ إِسْرائِيلُ تَنْحَرَهُ &&&& لَكِنَّنا نَحْنُ مَنْ حَدَّ الْسَكاكِينا
حَاخَامُ مِصْرَ تَمادى في قَذارَتِهِ &&&& فَحَسْبُهُ اليَوْمَ أَنْ يُرْضِي الصَّهايينا
يا أَمَّةً داؤُها أَنْذالُ سَاسَتِها &&&& بَاعُوا (القَضيَّةَ) وَاسْتَوفَوا عَرَابينا
يا أُخْتَ هاشمَ لا تَسْتَصْرِخِي أَحَداً &&&& مِنَ الْمُلوكِ وَلَوْ كانُوا فَرَاعِيْنَا
لِجُرْحِكِ اهْتَزَتِ الدُّنْيا بِأَجْمَعِها &&&&وَما تَمَلْمَلَ (قَوَّادٌ) بِوَادِينا
صَمْتُ الْخِيانَةِ قَدْ عَرَّى فَضائِحَهُمْ &&&& وَالصَّمْتُ أَبْلَغُ إِيْضاحاً وَتَبْيينَا
فَلا حَمِيَّةَ فِيْهمْ حِينَ يَنْدبُهُمْ &&&& صَوْتُ الثَّكالى التي ضَجَّتْ تُنادِينَا
أَقْصى أَمانيهُمُ عَرشٌ وُمَمْلَكَةٌ &&&&وَلَيْسَ تَعْنيهُمُ شَيْئاً أَمانِينا
وَأَنْ يُجازيَهُمْ بُوشٌ بِأَوْسِمَةٍ &&&& عَن الْعَمالةَِ ما صَلَّوا لـِ (كُوهِينَا)
اعْتَاضَوا بِدِينِهُمُ الدُّنْيا فَما رَبِحَتْ&&&& هَذي التِّجَارَةُ لا دُنْيا ..وَلا دِيْنَا
لا العِزُّ فِينا إِذا دَارَتْ بِأُمَتِنا &&&&سودُ الفَواجِعِ عَصْفاً في أَراضِينا
لا العِزُّ فِينا إِذا ما زاغَ سَاسَتُنا &&&& عَن الصِّراطِ تَصَدى للْمُسِيئِينا
لَهُ السَّلاطِينُ قَدْ دانَتْ مُسَلِّمَةً &&&&جِئْني بِمثْلِ الذي باعَ السَّلاطِينَا!!
2
يا غَزَّةَ الشامِ لا تَسْتَصْرِخِي أَحَداً &&&& قَدْ تَاهَ في غَمْرَةِ الأَحْداثِ حَادِينا
فَلَيْسَ فِيْنا صَلاحُ الدِّينِ يَبْعَثُها &&&& حِطِّينَ أُخْرى .. وَلا فُرْسانُ حِطِّيناَ
إِنَّ السُّيُوفَ لَدَيْنامَسَّهَا صَدَأٌ &&&&وَلَمْ تَجِدْ عِنْدَنا الغُرَّ المَياميْنا
يا غَزَّةَ الشامِ ماتَ الثَّأرُ في دَمِنا &&&& وَنَخْوَةُ العِزِّ ذابَتْ في مَلاهِينَا
فالْكَأسُ مَيَّعَها .. وَالرَّقْصُ بَخَّرَها &&&& فَاسْتَشْهِدي اليَوْمَ في الْحاناتِ سَاقِيْنَا
هذي هِي الْحَالُ تَجْري في عَواصِمِنا &&&&سَلِي النَّوادِيَ عَنَّا .. عَنْ مَخازِينَا
عَارٌ صَنائِعُنا..حُمْرٌ فَضائِحُنا &&&& فُسْقٌ مَجالِسُنا..عُهْرٌ لَيالِينا
يا غَزَّةَ النَّارِ لا تَسْتَصْرِخِي أَحَداً &&&& يا غَزَّةَ النَّارِ قَدْ خابَ الرَّجَا فِينا