أنواع السكري
يمكن تقسيم السكري إلى عدة أنواع. فعلى الرغم من تشابه هذه الأنواع و اشتراكها في بعض الخصائص إلا إنها تعتبر أمراض مختلفة من حيث المسببات و بعض الخصائص الأخرى. و يمكن تقسيم أنواع السكري إلى أربعة أنواع على النحو التالي
النوع الأول
الانسولين هو هرمون يحتاجه الجسم لإدخال الجلوكوز ( سكر الدم ) من الدم إلى خلايا الجسم. جسم الإنسان يحتاج إلى الإنسولين لكي يعمل و بدونه يبقى الجلوكوز في الدم ولا يستطيع الجسم إستخدامه كمصدر للطاقه.رتفاع السكر في الدم قد يسبب كثيراً من المضاعفات.
أعراض النوع الأول من السكري غالباً تكون ملحوظه و تشمل : العطش الشديد – كثرة التبول – زيادة الشهية – نقص الوزن. تجمّع نواتج الفضلات ( الكيتونات ) الناتجه من عملية حرق الدهون تؤدي بدورها إلى حدوث حاله طارئه تسمى الحموضة الكيتونية ( حموضة الدم ) .
قد يحدث النوع الأول لأي شخص و لكنه يظهر غالباً في :
- الأشخاص أقل من 30 سنه.
- الأشخاص الذين يحملون تاريخ عائلي لنفس النوع.
الاختلافات في النوع الأول من السكري قد تحدث في وقت لاحق من الحياة و هذه الحاله تعرف باسم ( المناعه الذاتية الكامنه للسكري في سن البلوغ )
النوع الأول من السكري هو متلازمة المناعه الذاتية و الذي بدوره يؤثر على عمل الجسم و امتصاصه للمواد الغذائية.
عندما يتغذى الإنسان فإن معظم الغذاء يتحول إلى جزيئات ( الجلوكوز) و هو سكر الدم الذي يستخدم كمصدر لطاقة الجسم. يمتص الجسم الجلوكوز عن طريق الدورة الدموية و عن طريقه تستخدم الخلايا الجلوكوز للطاقة و لكن لكي يتم السماح لجزيئات الجلوكوز بالدخول إلى خلايا الجسم فلابد من توفر الإنسولين.
يفرز الإنسولين عن طريق خلايا بيتا و التي تقع في جزء من البنكرياس يسمى ( جزر لانجرهانز ). البنكرياس هو غدة و عضو هضم في الجسم يوجد خلف المعده. عندما يدخل الإنسولين إلى الدورة الدموية فإنه يتيح للمستقبلات في العضلات و الدهون و غيرها من الخلايا لإزالة الجلوكوز من الدم. عادة يفرز البنكرياس كمية كافيه من الإنسولين لإزالة الجلوكوز من الدم.
في النوع الأول من السكري يقوم الجهاز المناعي للجسم بتحطيم خلايا بيتا التي تفرز الإنسولين. و بدون الإنسولين فإن الجلوكوز لا يستطيع أن يدخل إلى الخلايا و يبقى كما هو في الدورة الدموية. تجوّع خلايا الجسم لأنها لا تحصل على ما يلزم من وقود الجلوكوز للإنتاج الطاقة. في نهاية المطاف بعض من الجلوكوز يخرج من الجسم عن طريق البول و هذه الحاله تعرف ( بالبول السكري).
العلماء لم يتوصلو إلى اكتشاف ماهي الأسباب التي تجعل الجهاز المناعي بالجسم بتحطيم خلايا بيتا المسؤلة عن إفراز الإنسولين. و لكن بعض العيوب الجينية قد تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالنوع الأول من السكري و لأن هذه الجينات يمكن أن تنتقل من جيل إلى جيل بالإضافة إلى أن الوراثة تلعب دوراَ هام جداَ في الإصابة بالنوع الأول من السكري.
الأجسام المضادة و الفيروسات و العوامل البيئية يشتبه أن تساهم في الإصابه بالمرض و ذلك عن طريق إنتاج أجسام مضادة تتفاعل مع خلايا بيتا.
النوع الأول لا يحدث بسبب الإصابة بالسمنه أو بسبب تعاطي كميات كبيرة من السكر عن طريق الأكل و هذا من الخرافات المشتركة حول هذا المرض. بالإضافة إلى أن النوع الثاني من السكري لا يتحول إلى النوع الأول حتى وان كانت حقن الإنسولين هي الوسيلة المتاحه لعلاج المرض.
النوع الأول و الثاني من السكري هما مرضان مختلفان يتقاسمان نفس الخصائص و اهمها عدم القدرة على امتصاص الجلوكوز من مجرى الدم.
من الممكن للشخص المصاب بالنوع الأول من السكري أن يصاب بمقاومة الإنسولين ( و هذه الحاله تسمى بالسكري المضاعف ) و على سبيل المثال الطفل المصاب بالنوع الأول عندما يصاب بالسمنه فإن المرض قد يتطور إلى مقاومة الإنسولين و هذا مما يزيد خطورة تفاعل الحالتان.
بالإضافة إلى كثرة الأكل و قلة الرياضة فإن خطورة الإصابة بالسكري المضاعف قد تشمل بعض الجينات و التاريخ العائلي للنوع الثاني من المرض.
ارتفاع مستوى السكر في الدم قد يدمر أجهزة الجسم , مضاعفات النوع الأول مع التاريخ الطويل للمرض قد تشمل :
• تصلب الشرايين , إعتلال الأوعية الدموية , إرتفاع ضغط الدم , أمراض القلب , الإعتلال الكلوي السكري و المراحل المتقدمه من أمراض الكلى.
• أمراض العيون و تشمل ( الإعتلال الشبكي السكري) , الجلوكوما (الماء الأزرق) , الماء الأبيض.
• أمراض الأعصاب و تشمل : ( الإعتلال العصبي السكري ) , شلل أعصاب المعدة.
• قلة كثافة العظم و إزدياد خطورة الإصابة بالكسور , هشاشة العظام , الإختلال العضلي الصقلي.
• أمراض الجلد و مشاكل القدم والتي تزيد من خطورة البتر.
• الإختلال الجنسي الوظيفي.
• سلس البول
• العدوى مثل ( التهاب اللثه) , الفطور السكرية و التهاب الجهاز البولي.
هذا وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن النوع الأول من السكري قد يتسبب في حدوث مضاعفات للأذن الداخليه و الذي بدوره قد يسبب خلل في السمع. بالإضافه إلى أن المصابون بالنوع الأول من السكري أكثر عرضة للإصابة بغيره من أمراض المناعه الذاتية مثل : داء غراف , الاختلال المناعي الذاتي للغدد , التهاب هيشموتو للغدة الدرقية
و تشير الأبحاث بالنسبة إلى مضاعفات النوع الأول من السكري بأن القصور الكلوي المزمن قد انخفص في العقود الأخيرة , ولكن غيره من المضاعافت كأمراض القلب لا تزال تمثل تحدياً هائلاً.
بالإضافه إلى أن الأشخاص المصابون بالنوع الأول من السكري وغيرهم ممن يستخدمون الإنسولين كعلاج للمرض هم أكثر عرضة لمخاطر انخفاض سكر الدم. مضاعفات إنخفاض سكر الدم قد تبدء من الدوار , إلى التشنجات , إلى فقدان الوعي. ينصح الأطباء مرضى السكري خصوصاً هؤلاء الذين يتعرضون لنوبات انخفاض بلا أعراض , بأن يحملو معهم حقنة هرمون الجلوكاجون لعلاج فقدان الوعي و الذي يحدث بسبب انخفاض السكر بالدم.
يستطيع المرضى بأن يخفَضوا من المضاعفات و ذلك عن طريق التحكم الجيد بمستوى السكر بالدم و متابعة خطه علاجيه موصوفه من قبل الطبيب المعالج. على سبيل المثال : فإن الدرسات والأبحاث أثبتت بأن العلاج و التحكم المكثف بمستويات السكر قد يقلل من نسبة الإصابة بأمراض القلب بنسبة 50 % .
لا يمكن الشفاء التام من النوع الأول من السكري , ولكن بالإمكان السيطره عليه و ذلك بالمحافظه على مستوى السكر بالدم. يجب على المرضى الاستمرار بأخذ حقن الإنسولين مع متابعة مستوى سكر الدم و ضبطه بالحدود الطبيعية لاستمرار الحياة و تقليل المضاعفات و تأخيرها.