وأقولُ .. وتمطرُ في قلبي حممُ الأحزانْ
أيُّ الأشياءِ جنيتْ
أيُّ الأصداءِ صنعتْْ
أيُّ الأسماءِ تلوتْ
أيُّ الأوهامِ تبعتْ
وتحطمَ في بابي كرسيٌّ مخفيّ الأضواءْ
وتراجعَ صوتي نحو حطامي والأشلاءْ
حاصرني الموتُ أيّ حصارْ
أيّ دمارٍ هذا كالماردِ .. أيّ خرابْ
وتمزقَ حبلُ الشوقِ وضاعتْ عاصفتي
وتطاول حولي دغلٌ وحطمَ نافذتي
وكمسٍ صارَ هدوئي إدماناً
إيماناَ .. يعصفُ بالروحِ فيشنقها ..
في نفسِ البابْ
وتحطمَ بابٌ .. ثم رمادْ
وتزايدَ في قلبي وهنٌ ..
مرسى .. لا مرسى ضائعةٌ
وخنادقُ روحي هل تحمي
والظلُّ يطولُ .. يطولُ
والعتمةُ تسبحُ في جسدي .. ليلاً ونهارْ
عاصفتي ما عادتْ عاصفةً
صارتْ انهارْ
من أيِّ صخورٍ قد جاءتْ
من أيِّ عصورْ
من أيَّ سرابٍ خداعٍ
من أيِّ قبورْ
عطشي ابديٌ للمرسى
للدفءِ .. لبيتٍ .. لاستقرارْ
يمضغني الحزنُ ويرميني ليدِ الأقدارْ
أدمنتُ سنيناً عزفَ النايْ
وكرهتُ النايَ
وكرهتْ النايْ
ولماذا ارضي باهتةٌ رغماً عني
ويدي المسكينةُ تكدحُ منذ الصبحِ لحدِ العصرْ
لكن الخيبةَ في قدمي ..
ما زالتْ في نفسِ المرعى
اسعَ .. أسعى كأن الدرب بلا آخرْ
ادعُ .. أدعو كأنّ اليومَ بلا ليلٍ
قافلةٌ كانتْ ترعاني
لكنّ الدربَ تقسمْ
لكنّ البلدَ المنكوبَ اليومَ تهدمْ
خارطتي كانتْ في عيني
بوصلتي كانتْ بين يديّ
لكن الزادْ قليلْ
والبردُ القارسُ حدَّ السكرْ
لا يغوي حتماً بأيِّ رحيلْ
مملكتي كانتْ أوردةً غذتْ أجيالْ
لكن عقوقي كان كبيراً
كان كثيراً أنْ احملَ نعشي وحدي واصلي عليّ
حائرةٌ في منفى روحي .. أين الشطآنْ
أين الأزهارُ أطرزها .. أين الألوانْ
أين التيجانْ .. أأملكها
لم أملكْ يوماً شيئاً دامَ لديَّ سوى حزني
ضاعتْ في عيني خارطةُ الدنيا
وجررتُ الخيبةَ صاحبتي
يا كلَّ نجاحاتي .. أيّ حياةٍ ألقتْ في دربكِ شعوذةً فغدوت ككلبْ