رويدك يا اسامة من تنادي؟ .. ومن تبغيه ينفر للجهادِ؟!..
أتبغي حاكماً يقضي الليالي .. مع القينات في حمرِ النوادي..
يهب لنصرة الإسلام كلا .. وربي لا حياة لمن تنادي!..
تنادي المسلمين؟ فإن قومي .. يفوقون الحصى في كل وادي..
كمثل الذر لكنا وربي .. غثاءٌ ليس ترهبنا الأعادي!..
لدينا يا أسامة طائراتٌ .. وأسلحة وأنواع العتادِ ..
فما أغنت بأزمتنا ولكن .. رأينا الكفر يمرح في البلادِ..
نساء الروم جاءتنا لتحمي .. رجالاً في الحواضر والبوادي..
رويدك إننا في السلم أسدٌ .. وعند الحرب نصبح كالجرادِ..
رويدك لا صلاح الدين فينا.. وما من خالدٍ أو من زيادِ..
غرقنا في الحياة حياة دنيا .. تناسينا أخي دار المعادِ..
أأترك منصباً أفنيتُ عمري ..على تحصيله وهجرت زادي..
ويترك صاحبي زوجاً حنوناً .. يطيب بقربها سَمَرُ الودادِ..
ويترك ثالثٌ ابناً وبنتاً.. هما أغلى من الذهب القلادِ..
ويترك رابعٌ سوقاً وبيعاً .. ويترك خامسٌ زرع الحصادِ..
ونذهب يا أسامة في فيافٍ .. يبيدُ بها أولوا العقل الرشادِ..
فديتك يا أسامة والقوافي .. سلاحي ضد ارباب الفسادِ..
فديتك لست أقوى غير هذا .. وبعض القول أوقع من زنادِ..
أحبك يا اسامة مثل نفسي .. بلى والله حبك في ازديادِ..
فداك الخائنون ولاة أمرٍ .. يبيعون البواقي بالنفادِ..
وراء الكفر قد لهثوا جميعاً .. عبيدٌ يا أسامة للأعادي..
يُقَضُّون الليالي في ملاهٍ .. وَيَقْضُون النهار على الوسادِ..
وقد نهبوا من الأموال ما لو .. توزع عمَّ أنحاء البلادِ..
ألا خابوا ورب البيت طراً .. كما خابت قديما قومُ عادِ..
وسوف يُقَرِّعون السنَ سناً .. إذا وقفوا لدى ربُّ العبادِ..[center]