اقترب مني..
همس لي فأنصت..
عزف لي فطربت..
أوحى إلي فأحببت..
دون أن أعي ماذا يحدث لي..وجدتني أنساق لهواه ..
تناغمت مع همساته..هام قلبي على ألحانه..
ذابت روحي في أنفاسه..سافرت له على جناح الهوى..
أبحرت بزورق أحلامي في بحر غرامه..رسوت على شاطئه
فوجدته مقفراً من حبي..خالياً من ذكري!!
عدت أدراجي محاولة الرجوع إلى عالمي..لكني غرقت
فبحره شديد الاضطراب ..هائج الموج
فبقيت على شاطئه ..لا أجرو على الاقتراب ولا أستطيع الابتعاد..
فسبيل العودة غير ممكن ..والطريق إليه وعرة تملؤها الصعاب ..
تلفحني أنفاسه بين الفينة والأخرى..يطل علي من قصره العالي أحياناً
فيهيم قلبي به.. ويهفوا إليه ..ويشدني إليه شوق لا أقدر على كبح جماحه..
فأعزم على الوصول إليه ولا تهمني العواقب ..
وعندما أستعد للمضي إليه يمنعني شيء ما..
من الاقتراب ..فأبقى على شاطئه ..حائرة..لا أدري كيف ستكون النهاية...
هل سأصل إليه؟؟أم سأنجح في العودة إلى عالمي؟؟أم سأمضي العمر على شاطئه؟!!
يخيفني الموج الهائج ..أخشى أن يحطم زورق أحلامي...
وأبقى غارقة في بحره إلى الأبد..
ويحدوني الحنين لمن أحب ...فأخشى أن يحرقني الشوق إن ابتعدت...فبقيت في
منتصف الطريق..بين خوفي من الموج..وخوفي من البعد..رمقته بنظرة تائهة أشكوا
إليه قلبي المغرم به..وعندما التقت عيني بعينيه ..أدارني ظهره ورحل!!!
فبكيت من شدة الألم ..وكأني بقلبي يتحطم بداخلي ..وتحتبس الدموع في عيني
يختنق صوتي من الحسرة ..فلا أملك سوى الصمت ..
حدقت في الأفق ببلاهة لا أعرف عما أبحث..
وفي داخلي صرخة مدوية أكتمها عن مسامعه..
فالشفقة آخر ما أريده منه
جلست على الشاطئ ..أكتب قصة حبي على الرمل ..
ويا للسخرية !! فكلما كتبت سطرا امتد البحر فمحاه ...
حتى الأرض تأبى أن تسمعني !!
وبقيت أسائل البحر بصمت ..ما الذي أتى بي إلى شاطئه؟!
فسقطت من عيني دمعة...!!!
فهاج البحر وعلا موجه!!!..أحس البحر بألمي فتعاطف معي !!..
ولم يحتمل حرقة قلبي !!!
فثار متمردا عليها !! فقلت له ..
ما الفائدة يا بحر فمن يعنيه الأمر لم يهتم أبدا..
فامتد البحر بقوة وبللني...وكأنه يريد أن يغسل الدموع عن وجهي ..
وبقيت أناجي البحر واشكوا له ..حتى حل الظلام..
حتى هذه الساعة مازلت على شاطئه!!
لم أصل إليه ..ولم أعد إلى عالمي...وحقيقة
لا أدري كيف ستكون النهاية...
من عزف قلمي //أميرة الشعر