سهام الليل لاتخطئ
كان يسكن مع أمه العجوز في بيت متواضع..
حيث كان يقضي معظم وقته أمام شاشة التلفاز كان مغرمآ بمشاهدة الأفلام والمسلسلات..
يسهر الليل من أجل ذلك..
لم يكن يذهب إلى المسجد ليؤدي الصلاة المفروضه مع المسلمين..!!
طالما نصحته أمه العجوز بأداء الصلاة فكان يستهزئ بها ويسخر منها ولايعيرها أي اهتمام
مسكينة تلك الأم إنها لاتملك شيئآ وهي المرأة الكبيره الضعيفه إنها تتمنى لوأن الهدايه تباع فتشتريها لابنها ووحيدها بكل ماتملك إنها لاتملك إلاشيئآ واحدآ..
واحدآ فقط إنه "الدعاء"سهام الليل التي لاتخطئ.
فبينما هويسهرالليل أمام تلك المناظر المزريه كانت هي تقوم في جوف الليل تدعوله بالهدايه والصلاح..
ولاعجب في ذلك لإإنها عاطفه الأمومه التي لاتساويها عاطفه..
وفي اليله من الليالي حيث السكون والهدوء وبينما هي رافعة كفيها تدعو الله وقدسالت الدموع على خديها..
دموع الحزن والألم إذا بصوت يقطع ذلك الصمت الرهيب..
خرجت الأم مسرعه باتجاه الصوت وهي تصرخ
(ولدي حبيبي) ...!!!
فلما دخلت عليه إذا بيده تلك العصا وهويحطم ذلك الجهاز اللعين الذي طالما عكف عليه وانشغل به عن طاعة الله وطاعة أمه وترك من أجله الصلوات المكتوبه ثم انطلق الى أمه يقبل رأسها ويضمها على صدره وفي تلك اللحظه وقفت الأم مندهشه مما رأت والدموع على خديها ولكنها ليست دموع الحزن والالم وإنما دموع الفرح والسرور وهكذا استجاب الله لدعائها فكانت الهدايه..
وصدق الله إذ يقول:
(وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون)}البقرة :186{