عاصفة برشلونة تتجه صوب تشلسي

يستهل برشلونة الإسباني أسبوعا نارياً ومؤثراً في مسيرته هذا الموسم عندما يستقبل غداً الثلاثاء على ملعبه "كامب نو" تشلسي الإنكليزي في ذهاب نصف نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، قبل حلوله ضيفاً على وصيفه ريال مدريد السبت المقبل في قمة الدوري الإسباني التي ستحدد ملامح بطل الـ"ليغا".

يسعى برشلونة لتحقيق ثلاثية نادرة، إذ يتصدر دوري الإسباني بفارق 4 نقاط عن ريال مدريد، وتأهل إلى نهائي مسابقة كأس الملك حيث سيلاقي اتلتيك بلباو في فالنسيا في 13 أيار/مايو المقبل، ونصف نهائي البطولة الأوروبية التي أحرز لقبها مرتين عامي 1992 و2006.

من جهته، فقد تشلسي الأمل منطقياً في إحراز لقب الـ"برميير ليغ" إذ يتخلف بفارق 6 نقاط عن مانشستر يونايتد، لكنه تأهل إلى نهائي مسابقة الكأس على حساب أرسنال حيث سيواجه ايفرتون في 30 أيار/مايو المقبل على ملعب "ويمبلي"، ويسعى لإحراز لقب دوري الأبطال للمرة الأولى في تاريخه.



وصل برشلونة إلى هذا الدور بعد نتائج خارقة وأداء استعراضي نادر، بفضل الموهبة الأرجنتينية ليونيل ميسي، وباقي ترسانة الفريق الكاتالوني، مثل لاعبي الوسط اندريس انييستا وشافي، والمهاجمين الكاميروني صامويل ايتو والفرنسي تييري هنري والمدافع كارليس بويول والبرازيلي داني الفيش.

تخطى برشلونة ليون الفرنسي في الدور الثاني (6-3 في مجموع المباراتين)، ثم اكتسح بايرن ميونيخ الألماني 4-صفر في ذهاب ربع النهائي قبل أن يتعادل معه 1-1 في ميونيخ إياباً، في وقت تأهل تشلسي على حساب يوفنتوس الإيطالي (3-2 في مجموع المباراتين)، ثم خاض مواجهة نارية مع مواطنه ليفربول في ربع النهائي، حسمها لمصلحته بعد فوزه ذهاباً 3-1 وتعادله 4-4 إياباً.

مواجهة خاصة بين الأفارقة

تبرز مواجهة خاصة في المباراة بين لاعبي الفريقين الأفارقة، إذ يضم برشلونة الكاميروني ايتو، العاجي يحيى توريه والمالي سيدو كيتا، وتشلسي العاجيين ديدييه دروغبا وسالومون كالو، الغاني مايكل ايسيان والنيجيري جون أوبي ميكيل.

وضمن المواجهة الأفريقية، ستتجه الأنظار إلى ايتو ودروغبا المتنافسين على جائزة أفضل لاعب أفريقي في الأعوام الماضية، واللذين يقدمان مستويات رائعة بعد تراجعهما نسبياً في الموسم الماضي، واقترابهما من ترك برشلونة وتشلسي على التوالي.




سجل ايتو حتى الآن 27 هدفاً مع برشلونة في الدوري الإسباني محطماً رقمه الشخصي في موسم 2005-2006 عندما توج هدافاً برصيد 26 هدفاً، مقابل 16 هدفا الموسم الماضي أعقبت تصريح للمدرب بيب غوارديولا بأنه لن يعول على الكاميروني، الذي عانى تهديفياً نتيجة ضياع البرازيلي رونالدينيو وتراجع مستواه.

من جهته، سجل دروغبا 5 أهداف الشهر الحالي، في مباراتي ليفربول في ربع النهائي (3-1 و4-4) وبولتون (4-3) في الدوري الإنكليزي، وهو عاش مرحلة صعبة الموسم الماضي أيضاً، بعد رحيل المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو عن النادي اللندني، إذ لم يسجل سوى 8 أهداف في الدوري الإنكليزي، كما انه طرد في نهائي دوري الأبطال الذي خسره تشلسي بركلات الترجيح أمام مواطنه مانشستر يونايتد في العاصمة الروسية موسكو.



لكن العاجي القوي بدنيا والذي يملك قدرات فنية عالية استعاد مستواه بعد أن أعطاه المدرب الهولندي غوس هيدينك ثقة مطلقة على حساب الفرنسي نيكولا انيلكا الذي كان المهاجم المفضل لدى مدرب الـ"بلوز" المقال من منصبه البرازيلي لويز فيليبي سكولاري، فسجل دروغبا 9 أهداف في 12 مباراة منذ تسلم هيدينك الفريق اللندني.

وقال دروغبا :"أعلم أنها البطولة التي يريدها مشجعو تشلسي، فأريد المشاركة في هذا الانجاز رغم إدراكنا بصعوبة تخطي برشلونة".

لن ننتظر هبوب العاصفة

من جهته، رأى هيدينك، الذي يشرف أيضاً على المنتخب الروسي، أن "برشلونة هو الفريق الأقوى حالياً في أوروبا، لكن تشلسي لن يقف ليشاهد العاصفة في ملعب كامب نو".

أضاف هيدينك، بعد فوز فريقه على وستهام 1-صفر أول من أمس السبت، :"ستكون مواجهة كبيرة مع أفضل فريق في أوروبا وربما في العالم، لكن لن نذهب إلى هناك لكي ندافع وننتظر كي تهب العاصفة. يجب أن نستغل إمكانات الفريق ونحاول إرهاقهم أيضاً".



وأراح هيدينك في مباراة وستهام لاعبي الوسط مايكل ايسيان والألماني مايكل بالاك ودروغبا والمدافع البرازيلي اليكس، في وقت سيغيب الظهير الأيسر اشلي كول عن مباراة الثلاثاء لإيقافه، ويتوقع أن يحل بدلاً منه البرتغالي جوزيه بوسينغوا الذي سيقع على كاهله مواجهة الأرجنتيني ميسي، وسيغيب كذلك قلب الدفاع البرتغالي ريكاردو كرفاليو لإصابته.

الكاتالونيون يخشون لياقة تشلسي

وركز لاعب وسط برشلونة المالي سيدو كيتا أحد اللاعبين المفضلين لدى غوارديولا على أهمية عدم تلقي الـ"بلوغرانا" أي هدف على أرضه، وقال :"إنهم أقوياء بدنياً ويمكنهم كسر أي تحرك جماعي نقوم به، كل ما بإمكاننا فعله هو الفوز وعدم استقبال أي هدف".



واعتبر الظهير المتألق البرازيلي الفيش أن تعادل برشلونة وفالنسيا 2-2 أول أمس السبت في الدوري كان متوقعاً، فصرح :"لقد كسبنا نقطة بفضل مجهود الفريق لكن مباراة السبت المقبل أمام مدريد ستكون مفصلية. أما بالنسبة لتشلسي فنحن ندرك صعوبته، ونريد اجتياز العقبات الأخيرة هذا الموسم كي ندخل التاريخ".

سيقود المباراة الألماني فولفغانغ شتارك (39 عاماً) الذي أشرف على مباراتي أرسنال الإنكليزي وفياريال الإسباني، ومانشستر يونايتد وإنتر ميلان الإيطالي.