برشلونة وريال مدريد .. وتاريخ من الحرب الشرسة
الجمعة، 31 مارس 2006 - 22:28
بقلم : محمد سيف | |
برشلونة وانتصارات متتالية |
|
تتحول أنظار جميع عشاق كرة القدم الحقيقية في العالم بأسره يوم السبت تجاه ملعب كامب نو بمدينة برشلونة الإسبانية ، وذلك من أجل متابعة اللقاء العالمي والدربي الأشهر على مستوى العالم بين قطبي الكرة الإسبانية برشلونة - الملك المتوج على عرش الكرة الإسبانية حاليا - وغريمه اللدود ريال مدريد الذي يسعى للثأر من هزيمته في مباراة الدور الأول على ملعبه وبين جماهيره المدريدية.
الحرب بين المعسكرين بدأت قبل المباراة بأيام قليلة في أربع صحف إسبانية رياضية واسعة الانتشار ، اثنان منهم وقفوا بجانب الريال واثنان وقفوا بجوار البارسا! وهذا العام اعتمد أنصار الريال على مهاجمة فريق المدرب الهولندي فرانك ريكارد ، لكن ذلك كان قبل خسارتهم مباراة الدور الأول بثلاثية نظيفة ، والآن باتت مطالبهم الأساسية من لاعبيهم رد الهزيمة بهزيمة أكثر فداحة رغم صعوبة المهمة من الناحية العملية.
أما جماهير برشلونة فلازلت تعتمد في كراهيتها التاريخية لريال مدريد على الفترة التي تولى فيها الجنرال فرانكو حكم إسبانيا منذ عام 1939 وحتى 1975 ، وهو الذي كان المشجع الأول للفريق والذي أعطاه لقب "ريال" أو الملكي ، فكانت كل الفرق التي ترتدي الزي الأبيض آنذاك ترمز إلى الحاكم الديكتاتور ، وكان جمهور البارسا يستغل زيارات الفريق الأبيض الملكي إلى ملعبه لصب جام غضبه عليه كرمز للجنرال الديكتاتور.
وعلى الجانب الآخر ، نظر المدريديون إلى فريق وجماهير برشلونة بوصفهم أقليات غير وطنية ترغب في الاستقلال عن إسبانيا الوطن الأكبر ، لاسيما في ظل الأفكار الاستقلالية التي غمرت أذهان المقاطعات الإسبانية آنذاك ولازالت تشغل أذهان البعض في إقليمي كتالونيا والباسك.
ودائما ما ارتبط عصر الجنرال فرانكو بالاتهامات بالرشوة والسرقة والعنصرية الشديدة لمصلحة فريقه المفضل ، وهو ما كان يترك أثره دوما على مباريات الفريقين وجماهيرهما داخل وخارج أرض الملعب ، فكان جمهور الفريق الفائز يسخر من منافسه ويوجه له هتافات عنصرية مهينة ، في حين يتحجج أنصار الخاسر بأن نتيجة المباراة قد تم تحديدها قبل بدايتها.
دي ستيفانو .. القنبلة التي فجرت العداء بين الغريمين
وتبقى واقعة انتقال النجم الأرجنتيني الأسطوري ألفريدو دي ستيفانو إلى صفوف ريال مدريد الحادثة الأكثر إثارة لمشاعر جماهير البارسا مهما مر عليها التاريخ ، رغم أن ذلك حدث خلال حقبة الخمسينات أي منذ ما يزيد عن 50 عاما.
| |
دي ستيفانو .. القنبلة التي فجرت العداء بين الغريمي |
|
ففي ذلك الوقت الذي اشتعلت المنافسة بين الغريمين في التعاقد مع اللاعبين ولو بطرق غير مشروعة من أجل إثبات التفوق على الآخر ، كان دي ستيفانو هو الملك المتوج على عرش كرة القدم اللاتينية وكان نجم فريق ميلوناريوس الكولومبي ، رغم أن أوراق ملكيته كانت بين أيدي مسئولي ريفر بليت الأرجنتيني.
وخلال رحلة في إسبانيا ، زار دي ستيفانو مدينة برشلونة مع فريقه وجذب انتباه مسئولي الفريق ، وهو ما دفعهم للتقدم بعرض فوري للتعاقد مع النجم العالمي ، حاصلين على موافقة النادي الأرجنتيني بالاستغناء عن نجمه المدلل إذا ما وافق مسئولو النادي الكولومبي على ذلك.
لكن الجماهير الكولومبية ثارت على محاولة خطف نجمهم المفضل ، وأقسمت أنه لن يرحل عن صفوف الفريق مهما حدث ، ووصلت ثورتهم إلى مداها عندما أقنع مسئولو البارسا دي ستيفانو بترك معسكر الفريق الكولومبي خلال رحلته في فنزويلا وأعلنوا أنه لن يعود مرة أخرى إلى كولومبيا ، ليثير غضب مسئولي ميلوناريوس الذين رفضوا إزاء تصرف البارسا الاستغناء عن نجمهم الأول ، في حين رفض برشلونة إعادة اللاعب إلى ناديه الأصلي!
في ذلك الوقت استغل ريال مدريد توتر العلاقة بين الطرفين وتقدم بعرض مغر للغاية إلى الفريقين الكولومبي والأرجنتيني الذين وافقا على انتقال دي ستيفانو إلى الريال حتى يحصل لهم الفريق الإسباني صاحب النفوذ على حقوقهم ورد صاع البارسا صاعين ، وبالفعل تدخل الريال بنفوذه في القضية ليقرر الاتحاد الإسباني لكرة القدم أن يتقاسم الناديان اللاعب الأرجنتيني ، فيحصل عليه ريال مدريد موسمي 53/54 و55/56 ، في حين يحصل عليه برشلونة موسمي 54/55 و56/57.
لكن الرياح لم تأت بما تشتهيه السفن الكتالونية ، فقدم رئيس برشلونة آنذاك مارتي كاريتو استقالته المفاجئة ، وهو ما تسبب في فوضى عارمة داخل صفوف النادي ، وتسبب في إلغاء الاتفاقية مع الريال ، ليصبح دي ستيفانو من حق الفريق المدريدي وحده ويقوده إلى معظم إنجازاته التاريخية ، فقاده للفوز بخمس بطولات أوروبية متتالية ، وأصبح أفضل لاعب في العالم مع زميله المجري فيرينش بوشكاش.