البحث عن الله في عالم مليء بالفلسفات
هناك من يعتقد بأن طريق الأعمال الحسنة هي طريق النجاة فبقدر ما تحسن للناس وتتعاطف معهم وتساعدهم تكون أقرب لله و تخلص من الدينونة . و هناك من يقول أن الحل يكمن في حقوق الإنسان و المسواة بين البشر ، و هناك من ينادي بالتنسك و الترفع عن الحياة المادية المليئة بالجشع و العنف. و هناك من يمارس طقوساً وفروضاً معينة كعدد محدد من الصلوات و ترديد متكرر لتلاوات ، ويوجد من قال إن الله هو أقوى قوة روحية يستطيع الإنسان الإرتقاء لها و في الغالب لا يستطيع . هذه عيّنة بسيطة من الأفكار والفلسفات و الديانات التي نشاهدها و نقرأ ونسمع عنها كل يوم ،و المثير في الأمر أنه يوجد لكل فئة من هذه الفئات أتباع و مؤيدون وقادة وكتب ومؤلفات .
وسط هذا الكم الهائل من الفلسفات و الديانات التي يضج بها العالم يجد الباحث عن الحق نفسه أمام العديد من الخيارات ، ولكن الحق واحد لا ثان له و الطريق إلى معرفة الله الحقيقي واحدة كما أن الله واحد.
ومن هنا هل سيرضى الباحث الأمين أن تُملى عليه ديانة ما أو فلسفة معينة؟ هل يرضى أن يقول أن الحق هو ما ولد عليه ووجد أباءه عليه دون أن يتأكد؟ هل يرضى أن يأخذ بقشور الأمور دون أن يختبر جوهرها ؟
إن إختلفت هذه الفلسفات أو الديانات في مرات و تشابهت في أخرى , تبقى هناك 3 أشياء مشتركة فيما بينها: أولاً الله موجود ، ثانياً هناك قوة أو روح شريرة ،ثالثاً من الضروري وجود طريق للخلاص .ومعرفة الله هي طريقه للخلاص من عنائه في هذه الحياة.
هذا يؤكد حقيقة واضحة وهي إحتياج الإنسان و رغبته و اشتياقه لأن تكون له علاقة مع الله الخالق، وبكل تأكيد فإن في داخل كل شخص فراغ لن يملأه إلا بمعرفة الله الحقيقي.
بلا شك فإن كل شخص يعتقد أن إيمانه هو الإيمان الصحيح وأن الحقيقة هي فيما يتبعه هو وأن الطريق الى الله هو الطريق الذي يسلكه هو ، و قد يكون هناك شكل من أشكال التعصب الأعمى لدرجة أنه إذا اجتمع معاً أشخاص مختلفون فيما يعتقدون ، قد لا يقتصر الحال على الإختلاف في الآراء فقط بل قد يصل الأمر إلى العنف . و السبب في ذلك في أغلب الأحيان أن كلا الطرفين يعتقد أنه هو على حق وهدفه ليس البحث عن الحق بموضوعية و إخلاص بل هدفه هو إثبات خطأ الآخر لأنه لا يحتمل فكرة أنه قد يكون هو على خطأ. ولكن في النهاية ما الفائدة من الكبرياء ومشاعر الإنمتاء و الغيرة و التعصب لعقيدة قد لا تكون هي الصحيحة ؟ هل سينجيك الكبرياء و التعصب من العواقب؟ هل سيضمن لك حياة أبدية؟ أنت من ستخسر حياتك الأبدية وأنت من سيكسبها. هل عندما تقف بين يدي الله ستقول له أنا لا ذنب لي فقد ورثت إيماني؟
أدعوك أن تخاطب الله الحقيقي فهو موجود و يسمع من يطلبه، ويعلن عن ذاته لمن يبحث عنه بصدق وبإخلاص. أشجعك أن ترفع عينيك إلى السماء و تسأل الله أن يرشدك للطريق الحق ، فهو يحبك ولن يخدعك ، خذ المبادرة وقل له يا رب أنا أعلم أنك موجود و أعلم أنك تحبني أرني الطريق الذي يوصلني اليك .
وفي بحثي وجدت مجوعة جوهر إيمانها هو :" هكذا أحب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" أي إن الله هو الذي يحب الإنسان بل و يبحث عنه أيضا ويشعر به فلذلك هو الذي بادر بأخذ الخطوة تجاه الإنسان برغم خطية الإنسان.
عزيزي إن كانت مشاعر البحث عن الله صادقة و حقيقية بداخلك تأكد من أن الله الإله الحقيقي سوف يكشف نفسه لك و ستعرف طريق الحق