العادة السرية... هل من طريق للخروج
هناك عدة أشكال من الإدمان ، فيمكننا أن نرى شخصاً مدمناً على نوع من المخدرات ،و آخر يدمن المنبهات، أو الطعام ، فأي شئ يتم تكراره دون تفكير لمرات كثيرة للدرجة التي يفقد فيها الانسان القدرة على الاختيار امام مؤثر معين يسمى عادة.
لا تتوقع انك ستجد في السطور القادمة شيئاً يستحقر ما تفعله بسبب الكلام عن العادة السرية ( يسميها البعض الاستمناء).و الحقيقة ان العادة لا تميز بين سن و آخر .
يعرّف المتخصصون العادة السرية على أنها " إشباع ذاتي للشهوة الجنسية" . وهذا يعني الوصول بالأعضاء الجنسية عند الرجال او السيدات لدرجة الهياج التي تماثل اللذة الجنسية ولكن بصورة شخصية.
لكن السؤال الاهم: هل تعتقد أن القدرة الجنسية وضعت في الإنسان لكي يمارس العادة السرية هل غرض الجنس هو إشباع ذاتي بين الشخص و مخيلته أو بين الشخص و صورة؟
الجنس هو شيء قدسه الله في الإنسان وهو أحد أدوات الاتصال بين الزوج و الزوجة و أحد صور التعبير عن المحبة التي تربط بين الزوجين بصورة حقيقية ملموسة (لتتعلم اكثر ستجد مقالات مهمة عن الجنس في نفس الباب "خطوط حمراء")
بعض نتائج ممارسة العادة السرية:
1. الممارسة المستمرة للعادة السرية تقود للسلبية: لأنها عبارة عن سلوك فردي يقوم به الإنسان دون تواصل مع الطرف الاخر و يحصل من خلاله على بعض من النشوى، فالعادة السرية تقود الشخص لتجنب المسئولية و عدم انجاز المطلوب منه و تقوده أيضاً لتجنب الناس خاصة الجنس الاخر .
2. الشعور بالوحدة: لأن العادة السرية تعطي نشوة لحظية ثم يعود الانسان ليشعر بالوحدة بعد الممارسة. ودعنا لا ننسى أن العادة السرية هي عرض خارجي للاهتمام الشديد بالذات والتمركز حول "الأنا"
3. فهم خاطئ للمتعة: تجعل الرجل يطلب ما يسبب له المتعة، عندما يأتي الوقت للزواج و يقابل فتاة عمره التي سيرتبط بها سيركز على امتاعه فقط دون المحاولة في امتاع الطرف الأخر.
هذا و ينبغي ألا نحيط العادة الشبابية بهالة من التخويف والرعب، والمبالغة والتهويل في أضرارها الجسمانية. لأن مبدأ الامتناع عن فعل الشيء خوفاً فقط من أضراره، مبدأ يقلل من قيمة الإرادة الإنسانية التي بإمكانها أن تتحرك إيجابياً نحو الخير، رافضة الانغماس في الخطأ..
لكن يمكن أن تقول العادة السرية تسبب ليّ نشوة و متعة فلماذا اتوقف عنها ؟
لكي يستخدم الشخص اي جهاز استخداماً سليماً يجب أن يعرف ماذا يفعل الجهاز وما هي طريقة عمله ، والوسيلة الصحيحة و المضمونة لذلك هي قراءة كتيّب الاستخدام المُرفق والذي كتبته الشركة المنتجة، نفس الشيء بالنسبة للجنس ، الله خلقه ووضعه له ضوابط في إطار الزواج ، لكن العادة السرية لا تتوافق مع الهدف الجميل الذي خلق الله الجنس لاجله و هو توفير وسيلة اتصال ممتعة للطرفين يعبّران فيها عن معنى من معاني العطاء عن طريق الرغبة المباشرة في امتاع الطرف الاخر.
إذا كنت سرت َفي طريق العادة السرية و لا تريد ان تحدث هذه النتائج في حياتك، أولا أقول لك أنك لست الوحيد على هذا الطريق ، ولكن المهم أن تكون متأكد انه يوجد طريق للعودة ، قد يبدو التخلص من العادة السرية مستحيلاً ولكن الواقع ليس كذلك يمكن أن تصبح العادة مجرد شيء من الماضي ومن الممكن الانتصار عليها
إليك بعض النصائح ولكن قبل النصائح يجب التأكيد على أن لا نركز جهادنا على مجرد التخلص من عملية الاستثارة الذاتية كفعل بحد ذاته، فهذا هو الغرض الخارجي فقط.. إنما ينبغي أن يحاول الفرد أن يتحرر من التركيز في الذات، وهذا هو العلاج الجذري.. ويمكن أن يتم ذلك بالاندماج في مجتمعات سليمة بنّاءة، والارتباط بأصدقاء جيدين، والقيام بخدمات فيها البذل والعطاء مثل خدمة ملاجئ الأيتام والمسنين، فهذا النوعية من الخدمات من شأنها أن تُخرِج الفرد من التفكير في ذاته، أو هي تقتل الأنانية بالحب.
1- نية البداية.. والرغبة الصادقة في الإقلاع عن هذه العادة.
2- كسر السلسلة: هناك من يريد تحريرك، يسوع المسيح ، هو الوحيد الذي يقدر ان يكسر سلسلة العادة عندما تثق فيه فهو قادر - فالثقة والإيمان في المسيح كمخلَّص يحررننا من عبودية الخطيئة و يعطينا قوة لمواجهتها
3- ادرك أن مقياس النمو في الحياة الروحية ليس فقط الإمتناع عن الخطيئة (الجانب السلبي)، بل النمو الداخلي المستمر في علاقتنا مع الله(الجانب الإيجابي )
4- أن تنظر إلى العادة الشبابية نظرة موضوعية واقعية، فلا تقلل من كونها خطيئة، ولا تبالغ في خطورتها إلى درجة الرعب منها، لأن ذلك يُفقِد من يمارسها الرجاء في الشفاء منها، أما من رآها بحجمها، فيصبح من السهل الخلاص منها بنعمة الله.
5- ادرك أننا مخلوقين على صورة الله، ولذلك لنا إرداة حرة، وقدرة فائقة للتحكم في النفس، وليس الإنسان بطبعه منقاداً ولا مُسَيَّراً بلا وعي.. وهو ليس عبداً مسلوب الإرادة، تقوده شهواته دون أن يكون قادراً على التحكم فيها.. لذلك فليعلم الشباب أن باستطاعتهم فعلاً أن يقلعوا عن هذه العادة، بقوة الإرادة البشرية الجبارة تُسانِدها وتقوّيها نعمة الروح القدس.. "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقوّيني" (في13:4).
6- أن يكون لديك نوع من التحفُّظ، فلا تغذي خيالاتك بقراءات مثيرة، أو قصص أو أفلام أو صور خليعة: "أما الشهوات الشبابية فأهرب منها.. إحفظ نفسك طاهراً" (2تي22:2، 1تي22:5).
7- أن نشغل وقت الفراغ بالأمور المفيدة، كالقراءات الدينية والثقافية والعلمية، والاجتماعات واللقاءات المثمرة البناءة و الرياضة و عندما تهاجم ببعض الأفكار الشريرة اهرب منها بالأفكار و بالأنشطة البديلة.
8- إذا كنت تحتفظ بكتب أو صور سواء في بيتك أو على جهاز الكمبيوتر أو غيره.. فإلغها على الفور..! حتى تغلق الباب على نفسك عندما تضعف وتريد شيء تثير نفسك به..
9- مشاركة صديق:
اختر واحداً من أصدقائك الأمناء و شاركه بتقدمك و فشلك و كرر المحاولة
لا تنسى انه يمكنك ان تجد صديق امين تشاركه بحالك و تحكي له فقط،