Be Strong صاحب الموقع
عدد الرسائل : 851 الدولـه : المهنة : الهواية : المـزاج : احترام قوانين المنتدي : نقاط : 85 تاريخ التسجيل : 26/01/2009
| موضوع: محمود الزهار الأحد فبراير 15, 2009 4:15 am | |
| لم يكن يدور في خلد أحد من جيرانه وأصدقائه، أنّ الرجل الذي شاهدوه وهو يخرج من تحت أنقاض بيته الذي سوّته طائرات الاحتلال قبل ثلاث سنوات بالأرض، بعد استشهاد نجله ومرافقه، سيصبح يوماً رئيساً لأكبر كتلة برلمانية في المجلس التشريعي الفلسطيني، الذي عقد اجتماعه الأول لدورته الجديدة، يوم السبت (18/2).
محمود الزهار، البالغ من العمر 55 عاماً، الذي اختارته حركة المقاومة الإسلامية «حماس» رئيساً لكتلتها البرلمانية في المجلس التشريعي، بعد إجراء انتخابات داخلية، وكما يقول عنه بعض مرافقيه، هو شخصية تتمتع بتاريخ طويل، بدأت في البروز منذ أن كان شاباً يافعاً، في المأساة الثانية التي لحقت بالشعب الفلسطيني سنة 1967، ففي ذلك الحين حصل الزهار على المرتبة الأولى بين طلاب قطاع غزة في القسم العلمي بشهادة الثانوية العامة، ليتوجه إلى دراسة الطب في مصر، وعودته كطبيب متفوق ووقوفه على رأس نقابة الأطباء في غزة، ثم فصله من عمله لمواقفه السياسية، واعتقاله وإبعاده وتقلده مناصب عدة في الحركة.
ولد الدكتور محمود خالد الزهار في مدينة غزة عام 1951 لأب فلسطيني وأم مصرية، وقد عاش فترة طفولته الأولى في مدينة الإسماعيلية بجمهورية مصر العربية، وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في غزة، وكان من الطلبة المتفوقين، وحصل عام 1971على البكالوريوس في الطب العام من جامعة عين شمس بالقاهرة، وعام 1976 على الماجستير في الجراحة العامة.
اشتغل الدكتور محمود الزهار منذ تخرّجه طبيباً في مشافي غزة وخان يونس، إلى أن تم فصله من قبل سلطات الاحتلال بسبب مواقفه السياسية. وقد عمل الزهار رئيساً لقسم التمريض بالجامعة الإسلامية بغزة وما زال محاضراً فيها حتى الآن، فيما تولى رئاسة الجمعية الطبية في قطاع غزة (نقابة الأطباء) خلال الفترة من عام 81- 1985. ورغم أنه يعتبر من أبرز الجراحين في القطاع وأشهرهم، فإنه لانشغاله في العمل السياسي، أغلق عيادته الخاصة في غزة لعدم التفرغ لها.
وقد أخذت مسيرة محمود الزهار زخماً كبيراً منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية الأولى في نهاية عام 1987، فقد اعتقل في سجون الاحتلال لمدة ستة أشهر، ثم كان في مطلع التسعينات من بين الذين تم إبعادهم إلى مرج الزهور في جنوبي لبنان عام 1992، حيث قضى عاماً كاملاً في الإبعاد قبل أن يتمكن وأربعمائة مبعد آخر من العودة إلى فلسطين.
أما في ما يسميها الفلسطينيون «مرحلة أوسلو»؛ فقد قضى الدكتور محمود الزهار بضعة أشهر في سجون السلطة الفلسطينية عام 1996، تعرّض خلالها لتعذيب شديد، ونقل على إثرها إلى المستشفى وهو في حالة صحية حرجة.
وأحد الأيام الفاصلة في مسيرة محمود الزهار كان العاشر من أيلول عام 2003، عندما نجا من عملية اغتيال مسددة ضده وضد عائلته بدقة، إثر قصف طائرة من نوع «إف 16» منزله في مدينة غزة بنصف طن من المتفجرات، حينما كان متواجداً فيه. وفي ذلك القصف الذي هزّ مدينة غزة استشهد نجله خالد، ومرافقه شحادة الديري، وأصيب هو وزوجته وإحدى بناته بجراح، وقد دُمر المنزل بالكامل، لكنه أعاد بناءه لاحقاً مؤكداً بعبارة شهيرة أنه لن يتردد في إعادة البناء كلما هدمته طائرات الاحتلال.
وخاض الدكتور محمود الزهار الانتخابات التشريعية الفلسطينية مرشحاً على قائمة حركة حماس «الإصلاح والتغيير» التي حصدت فوزاً أذهل كافة المراقبين، بعد أن صوّت لها معظم الناخبين الفلسطينيين، ليصنعوا تغييراً شاملاً في المعادلة السياسية الفلسطينية.}
| |
|