شرب المحلل البول بسبب سكره
قصة قصيرة من الأدب التركيالأستاذ جنيد السعاويترجمة أُورخان محمد عليقال الدكتور بعد أن فحص ابنتي الصغيرة :
- هناك التهاب في الكليتين .فإن قمت بتحليل البول فسيكون ذلك مساعدا لي في التشخيص .في اليوم التالي استطعت بمساعدة زوجتي اقناع إبنتي ، وأخذت النموذج المطلوب وتوجهت إلى أقرب مختبر تحليل . وبدلاً من الإنتظار في ممر المختبر وفي يدي زجاجة كبيرة فقد فضلت وضع النموذج في قدح مغطى بغطاء بلاستيكي .
وعندما كنت ماشياً في الطريق قلت لنفسي :
- يجب إبداء نوع من الظرف والأناقة في كل شيء ...مهما كان نوع العمل فيجب أن يكون هناك نوع من الإحترام .
عندما دخلت المختبر الذي كان واضحاً أنه تم تحويره من بناء قديم أُصبت بخيبة أمل لأنني أًستقبلت بروائح كريهة .كما لاحظت أن الأرضيات يعلوها الغبار .
مددت يدي بالنموذج إلى الشاب الجالس أمام المدخل مباشرة وقلت :
- أًريد إجراء تحليل لهذا النموذج ...متى أستطيع إستلام النتيجة ؟استلم الشاب النموزج الموجود في القدح ...كان يرى لأول مرة مثل هذا القدح يستعمل لهذا النموذج ...أدار القدح في يده بضع مرات ثم وضعه فوق مائدة بالقرب منه .
ثم قال مشيراً إلى غرفة :
- إسأل هذا من الشخص الموجود في الغرفة المجاورة ...رئيسي هو الذي يعرف .
كانت هذه الغرفة أكثر قذارة من الأولى وكان دخان السجائر الكثيف يغطي جو الغرفة حتى تعذرت الرؤية ...كانت زجاجات البيرة التي فرغ بعضُها منبثة بين أنابيب الإختبار ،مما كان يزيد من قبح ديكور هذه الغرفة .ما أن وقع نظر الرجل الموجود في الغرفة علي حتى أخفى بسرعة قدح البيرة ذات الرغوة الصفراء .ثم قال لي بعد أن استمع إلى وهو ينظر بعينين حمراوين من أثر الكحول :
- تعال غداً... سيكون جاهزا قرب وقت الغداء .
تركت المختبر على عجل . كنت قد قررت ألا أرجع إلى هذا المختبر على الرغم من تسليمي نموذج التحليل لذلك الشاب .ولكن زوجتي قالت :
- لنأخذ نتيجة هذا التحليل ثم نقارنه بنتيجة التحليل الذي سنجريه من جديد .
ذهبت في اليوم التالي إلى المختبر نفسه وطلبت من الشاب أن يسلمني النتيجة . فتش الشاب في الأوراق الموجودة في الأضبارة أمامه وعندما لم يجد ما يبحث عنه صاح من مكانه :
- يا أستاذي !...هل أنهيت عمل القدح الموضوع فوق المنضدة ؟
أجاب الرجل من الغرفة المجاورة :
- وماذا تتوقع مني يابني !!...أنهيت أمره طبعا وبجرعة واحدة