بحار فلسطين عضو مؤسس
عدد الرسائل : 871 العمر : 46 الدولـه : المهنة : الهواية : المـزاج : احترام قوانين المنتدي : نقاط : 72 تاريخ التسجيل : 28/01/2009
| موضوع: كيف ينظر الصهاينة إلى جنين ؟ الثلاثاء فبراير 17, 2009 4:25 am | |
| جنين في أعين اليهود هي ' وكر الاستشهاديين ' ، كما صرح غير واحد منهم ، و منهم رعنان جيسين مستشار شارون الذي قال أن : ' مخيم جنين ليس مخيمًا للاجئين بل مصنعًا لإنتاج القنابل البشرية ' .. و من هان يمكن أن نفهم لماذا يصر الإسرائيليون على جنين بالذات ، و لماذا صمدت جنين كل هذه الفترة .. و نفهم الأمر أكثر من خلال كلام اليهود أنفسهم ، حيث أن المعتقد أن الفشل العسكري الذي واجهته القوات الإسرائيلية في مدينة جنين سيظل علامة فارقة في التاريخ العسكري الإسرائيلي ، فقد أسقطت هذه ا لمقاومة الباسلة هيبة الجيش اليهودي تماما ، و أثبتت أن المستوى التدريبي للجنود ، و القدرة القتالية غير متوفرة تماما ، و الغريب أن ذلك من المفترض أن يشجع الكثير من العرب ، و يزيل من قلوبهم الكثير من الخوف من القوة العسكرية الإسرائيلية ، إلا أن ذلك لم يحدث .. وقد اضطرت القيادات العسكرية الإسرائيلية أن ترسل إلى جنين بفلذة كبدها شاؤول موفاز رئيس الأركان نفسه ، ولكنه لم يستطع شيئا أمام عدد محدود من المقاتلين ، يؤيده شعب صامد .. و في إطار مراجعة الأحداث في جنين ، نشرت صحيفة معاريف الإسرائيلية مقالا تناولت فيه القضية ، و قالت : في ظهيرة يوم أمس اتضح ثانية أن الآمال كانت سابقة لأوانها ، خلافا للتقديرات ، لم يفلح الجيش في قمع جيوب المقاومة في مخيم اللاجئين جنين واحتلال كل اجزاء المخيم ، حيث اتضح ان المعارك في جنين لا تزال ضارية ودامية ، طوال 48 ساعة بين الاربعاء والجمعة في الاسبوع الماضي فقد الجيش سبعة جنود في القتال في الازقة والبيوت المكتظة في مخيم اللاجئين ، في يوم الاربعاء قتل قائد وحدة الاحتياط الرائد موشي عرستنر [29 عاما] من ريشون لتسيون، وفي يوم الخميس قتل المساعد [احتياط] عينان شرعبي [32 عاما] من رحوبوت، والملازم اول نسيم بن [دافيد - ضابط في قاعدة التدريبات في القيادة الوسطي في لخيش انضم الي العملية - [22عاما] من اشدود، ومقاتل جولاني رقيب اول غاد اسحق عيزرا [22 عاما] من بات يام. وفي يوم الجمعة قتل مقاتل جولاني رقيب اول ماروم فيشر [19 عاما] من ابيغدور، ومقاتلان في ناحال. يجب ان نبدد فورا الانطباع الخاطيء الذي قد ينجم من العدد المرتفع للقتلي الي جانب كبير من الجرحي ، لقد سجل للفلسطينيين عدد مضاعف من القتلي حيث تفيد التقديرات بانه وصل الي اكثر من 50 قتيلا والي جانبهم عشرات كثيرة من الجرحي ، وقال ضابط في الجيش ان اطلاق النار نفذ باتجاه فلسطينيين مسلحين خاصة باتجاه من يطلق النار ضد القوات ، وبالنظر الي الحجم الهائل لعمليات اطلاق النار والعبوات من الممكن ان نفهم العدد المرتفع للاصابات من الطرفين ، وتحدث الجنود الذين شاركوا في العملية عن مئات العبوات التي تفجرت ضدهم في كل مكان في المخيم. وقالوا ان البيوت كانت مفخخة، وكذا السيارات وعربات النفايات، واغطية المجاري وكل جسم آخر في الشارع . وعلقت العبوات ايضا علي الاشجار ووضعت علي اعمدة الكهرباء وعلي النوافذ. ويقول احد الجنود: لقد كان هناك خطر حقيقي، لانه كلما تقدمنا مترا كلما تعرضنا الي اطلاق نار او انفجار عبوة . ثمة للضباط الكبار تفسيرات للمقاومة الفلسطينية الشديدة في عدة مجالات: التفسير الاول يكمن في حقيقة ان الفلسطينيين منحوا اسبوعا ـ منذ عملية عيد الفصح في فندق بارك في نتانيا وحتي الدخول الي جنين الذي جري مساء العيد الثاني ـ من اجل ان يستعدوا لاجتياح الجيش وتلغيم وتفخيخ كل مخيم اللاجئين المزدحم. والتفسير الثاني مرتبط بان العملية العرضية التي نفذها الجيش في كل المدن والقري في الضفة الغربية لم تمكن المقاتلين من الفرار الي مناطق اخري، وتركزت جميعها داخل مخيم اللاجئين. وفي ظل هذا العدد الكبير من المقاتلين وحملة السلاح ، والمقدر بالمئات ، في منطقة مقلصة وفي حالة لم يكن فيها للكثير منهم ما يخسرونه وانهم اذا ضبطوا سيمضون ما تبقي من حياتهم في السجون الاسرائيلية كان من الممكن توقع قتال ضار حتي الرصاصة الاخيرة. والتفسير الاخر يكمن بان هذه هي العملية الثالثة للجيش في مخيم اللاجئين - بعد عمليتين سابقتين لجولاني استهدفتا بالاساس الردع وليس احتلال المعسكر - حيث تعلم الفلسطينيون اساليب عمل الجيش وفهموا كيف يتقدم بين المنازل وأي المنازل يحتلها لغرض الرقابة وجمع المعلومات واطلاق نيران القناصة، وعملوا وفقا لذلك. في كل نقطة استراتيجية اعدوا للجيش كميناً، بما في ذلك عبوات واطلاق نار وخاصة قناصة. هذه التفسيرات الثلاثة، التي تتعلق بالجانب الفلسطيني، لا تقدم بعد الجواب الكامل للصعوبة البالغة التي واجهت الجيش في عملية احتلال مخيم جنين . يجب ان نضيف الي ذلك ما يعتبر اليوم في الجيش كخطأ ـ وهو ارسال كتيبة احتياط لعملية معقدة الي هذا الحد في جنين. حيث لم يكن جنود الاحتياط [الذين وصلوا بحافزية حالية]، مستعدون لمواجهة المقاومة الشديدة وبمثل هذا الحجم من القتال. لم تساعد اربعة ايام من التدريب المركز التي مرت منذ لحظة التجنيد وحتي خروجهم الي جنين وكان اداؤهم اقل جودة من الجنود النظاميين الذين نفذوا في الاشهر الاخيرة عمليات مماثلة في جنين والمدن الاخري في الضفة الغربية. وبعد يوم واحد وقليل من القتال فهموا في القيادة الوسطي المشكلة وسارعوا في اجراء تغيير في تشكيلة القوات التي تعمل في مخيم اللاجئين. وانضم الي الوحدتين النظاميتين ـ اللتين شاركتا في العملية منذ بدايتها، كتيبة نظامية اخري وكذلك قوات اخري. وتمت احالة جنود الاحتياط لمهام اخري في المنطقة وارسل النظاميون لتنفيذ مهام اكثر تعقيدا في مواجهة المخربين الذين تحصنوا وسط المخيم. حين استكملت الخطوة في نهاية الاسبوع، سجل تغيير في ميزان الدم الذي يجري في في حرب الاستنزاف في مخيم اللاجئين. وتم حث الجيش واحتلت المزيد من المنازل - يتحدث الصحفي الإسرائيلي عن احتلال المنازلو كأنه إنجاز للعسكرية الإسرائيلية - [بالمقابل سجل ارتفاع كبير في عدد الفلسطينيين المسلحين الذين قتلوا]. وفي الجيش توقعوا ان الحرب ستنتهي صباح امس ولكن اتضح ثانية انه من السابق لاوانه تأبين المقاتلين منهم كبار في حماس والجهاد الاسلامي والتنظيم ومنهم ايضا اكبر المطلوبين في منطقة جنين. والدليل علي الصعوبة المتواصلة جاء ظهيرة امس عندما نجح الفلسطينيون ثانية في اصابة عدد من الجنود اثناء تبادل متواصل لاطلاق النار في المخيم. واصيب ضابط من جولاني بجروح بالغة [وتحسنت حالته الي متوسطة] واصيب خمسة جنود احتياط اصابة احدهم متوسطة والباقي اصابتهم طفيفة. أملوا في الجيش امس ان يكون هؤلاء آخر المصابين في المعركة الصعبة جدا لعملية السور الواقي ، وحسب التقديرات يوم امس، ستستكمل اليوم عملية السيطرة علي كل المخيم وستبدأ اعمال التفتيش للكشف عن مشاغل المتفجرات [وقد اكتشف احداها امس الاول وتم تفجيره] ووسائل قتالية. حينها يكون بالامكان اجراء تقييم للمعركة وفحص ما اذا كانت حقا حسمت المعركة ضد القاعدة العسكرية في جنين التي كانت مسؤولة في الايام الاخيرة عن تصدير عدد كبير من العمليات داخل الخط الاخضر و الضفة الغربية التي قتل فيها عشرات الاسرائيليين واصيب مئات الجرحي. | |
|