خلال حصارها واستباحتها لمخيم جنين، قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بعدد كبير من الممارسات التي يعتبرها القانون الدولي انتهاكات مباشرة لحقوق الإنسان، ويصنفها على أنها جرائم حرب، يمكن التطرق لأبرزها كالتالي :
1. القتل خارج نطاق القانون (الإعدام دون محاكمة)
ـ قتلت القوات الإسرائيلية، بعد إيقافهما، كلاً من : "وضاح الشلبي" (38 سنة) و"عبد الكريم السعدي" (31 سنة).
ـ أعدمت "يوسف قبها" (أبو جندل) (45 سنة) بعد اعتقاله.
ـ قامت القوات الإسرائيلية بإعدام "جمال الصباغ" (39 سنة) أمام منزله بعد توقيفه.
ـ قتلت "فدوى الجمال" (35 سنة) و "هاني أبو ارميلة" (16 سنة) أمام منزليهما.
ـ قتلت المسن "أحمد بشير حمدوني" (75 سنة)، في منزل "رجا أبو عيطة" (73 سنة)، وتركت جثة جاره حمدوني معه وهو مقيد داخل منزله.
2. ردم البيوت على الأحياء
ـ هدمت القوات الإسرائيلية منزل المواطن "جمال الفايد" (37 سنة) فوق رأسه، علماً بأنه معاق حركياً وأطرش، مما أدى إلى استشهاده رغم توسلات والدته وأسرته وصراخ الجيران.
3. قتل المعاقين عقلياً
ـ قـتلت قـوات الجيش الإسرائيلي بدم بارد "كمال الصغير" (60 سنة)، المعاق عقلياً، الذي كان يتنقل على كرسي متحرك عليه علم أبيض خارج المنطقة التي يدور فيها القتال، ولم تكتف بذلك، بل قامت بالتمثيل بجثته. وكذلك قتلت المواطنة "يسرا أبو خرج" (50 سنة) وهي أيضاً متخلفة عقلياً.
4. تفجير البيوت بهدف قتل ساكنيها
ـ قتلت المواطنة "عفاف دسوقي" بسبب وضع قوات الاحتلال عبوة ناسفة على باب بيتها ومناداتها لفتح الباب، وحين وصلت انفجرت العبوة.
5. تفجير سيارات الإسعاف والإطفاء
ـ منعت قوات الاحتلال سيارات الإسعاف والإطفاء من القيام بواجبها وتقديم العون لمن يحتاجه، ولجأت أحياناً إلى اعتقال طواقمها والتنكيل بهم، ولعل استشهاد الدكتور "خليل محمود سليمان" (60 سنة) مدير مركز الإسعاف في جنين شاهد حي على ذلك، حيث تم إطلاق قذائف الدبابات على سيارة الإسعاف التي كان يستقلها.
6. الاعتداء على طواقم الخدمات في البلديات
ـ تعرضت الطواقم العاملة في مجالات الكهرباء والمياه والصحة، والتي تقوم بعملها بعد الحصول على إذن مسبق من القوات الإسرائيلية، إلى إطلاق نار مرات متعددة.
7. تدمير المنازل بشكل عشوائي
ـ قامت الدبابات والجرافات الإسرائيلية، مدعومة بالقصف الجوي من قبل الطائرات، بتدمير منهجي لمنازل مخيم جنين، بهدف الوصول إلى قلب المخيم، وذلك بشق شوارع عريضة في "حارة الدمج" و"شارع العودة" والمنطقة المحاذية للساحة، وبتحويل أحياء "الحواشين" و"جورة الذهب" وأجزاء من الأحياء المحيطة إلى ركام عبر تدمير منازلها بالكامل، مما أدى إلى تشريد مئات الأسر الفلسطينية وتدمير ممتلكاتها ومقتنياتها الشخصية، ودمر تاريخ هذه الأسر وعلاقتها بالمكان الذي استمر لمدة خمسين عاماً. ورغم طابع المخيم المؤقت، لإصرار أهله على العودة إلى منازلهم التي أخرجوا منها عام 1948، إلا أن تكرار تجربة النزوح المؤلمة بإجبار المواطنين على الخروج من منازلهم، كان بالنسبة لكثيرين منهم كارثة لم يحتملوها، خصوصاً الرجال والنساء الذين عاشوا تجربة النزوح الأولى عام 1948م وهم أطفال، ثم رأوا أبناءهم وأحفادهم يكررون التجربة، حيث استشهد بعض الشيوخ بالسكتة القلبية قبل أن تتمكن سيارات الإسعاف من الوصول إليهم.
8. استخدام المواطنين كدروع بشرية
ـ لمساعدتها في الوصول إلى المقاتلين، لجأت القوات الإسرائيلية إلى استخدام المواطنين كدروع بشرية، ومثال ذلك حالة المدرس "فيصل أبو سرية" (42 سنة) الذي احتجز لمدة ثلاثة أيام لاستخدامه درعاً بشرياً عند الحاجة، حيث كان يقيد ويتم الاحتفاظ به للخطة المقبلة، وظل طوال الأيام الثلاثة بدون طعام، وحين انتهوا منه أطلقوا النار على ساقيه وتركوه ينزف. واستخدم صالح عواد حواشين (69 سنة) وزوجته صبحية (59 سنة) وكمال الألماني (42 سنة) لنفس الغرض، وقد هددوا كمال بقتل أطفاله وعددهم أحد عشر طفلاً، كما أنهم استخدموا كتف كمال منصة لرشاشاتهم لإطلاق النار مما أدى إلى إصابته بإعاقة سمعية.
9. الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة
قامت الدبابات الإسرائيلية بتدمير كل ما تطاله بشكل منهجي، حيث دمرت السيارات والآليات التي صادفتها على جوانب الطرق وأمام المنازل، كما حفرت، بشكل متعمد، الإسفلت والأرصفة بالجرافات، واقتلعت أنابيب المياه، ودمرت التوربينات التي تضخ المياه للمناطق الجبلية، وأطلقت قذائفها ورصاص البنادق على محولات وخطوط وأعمدة الكهرباء والهاتف، ولم تسلم حاويات النفايات وأشجار الزينة من اعتداءات مماثلة.
10. الأضرار النفسية والاجتماعية
إلى جانب الأضرار المادية التي لحقت بجنين ومخيمها، فإن الأضرار النفسية والاجتماعية التي لحقت بالمواطنين وخصوصاً الأطفال لم تكن أقل خطورة. فالكثيرون منهم أصيبوا بحالات مختلفة من التوتر والمرض النفسي والجسدي كحالات التبول اللاإرادي والخوف من الظلام والوحدة وعدم القدرة على مغادرة بيوتهم، والشعور بالحاجة الدائمة لإغلاق الأذنين لإيقاف السمع والتوتر من أية أصوات عالية، ناهيك عن حالة الإحباط والأسى التي أصابت الرجال والنساء الذين وجدوا أنفسهم بدون منازل.